أن الحمد لله نحمده و نستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله… وبعد: أخيه … قد أقبل عليك شهر عظيم شأنه… واسع فضله… يزخر بصيب الغنائم وخيرات عظائم….. فليلة محراب العباد… ونهاره زاد للعباد … وأيامه جسر النجاة يوم المعاد… وشهر ذاك وصفه … وذاك فضله حقيق عليك أن تستعدي لاستثماره، وتتهيئي لقطف ثماره … في ليله ونهاره. بشري العوالم أنت يا رمضان *** هتفت بك الأرجاء والأكوان لك في السماء كواكب وضاءة *** ولك النفوس المؤمنات مكان فماذا أعددت لشهر رمضان؟ نبذة في فضائل الصيام أخية… لعلك قد أطلعت في غير ما كتاب، أو سمعت في غير ما شريط عن فضائل الصيام الكثيرة …..وغنائمه الكبيرة… ولعل العلم بتلك الفضائل هو الخطوة الأم التي تحفز النفس وتبعثها علي نيل خيرات رمضان العظيمة. ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلمة جامعة فضائل الصيام.. وجعلها تحفيزا وتحريضا للمؤمنين والمؤمنات علي استثمار هذا الشهر في الخير….. وقضائه في الفضل والإحسان .. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به) رواه مسلم بطولة. فهذا الحديث فيه دلالة علي أن الصائم المخلص في صيامه بإيمان واحسان، يجزي علي الصيام جزاء بغير حساب. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم ) رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني في الترغيب.