وبعد ذلك أخذ قسط من النوم في الليل لأن نوم النهار لا يغني عن نوم الليل ، وإن
تيسر قيام الليل فحسن قال عليه الصلاة والسلام : "عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب
الصالحين قبلكم ، وقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم " .
وقال
عليه الصلاة والسلام : "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت
أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " .
يا نفس فاز الصالحون بالتقى *** قد أبصروا الحق وقلبي قد عمي
يا حسنهم
والليل قد جنـهم *** ونورهم يفـوق نـور الأنجمي
ترنموا بالذكر في ليلـــهم ***
فعيشهم قـد طـاب بالتـرنم
قلوبهم للذكر قـد تفـرغت *** دمــوعهم كلـؤلـؤ منتـظم
أسحارهم بهم لم قـد أشرعت *** وخلع الغـفران خـيرالقســم
ويحـك يا نفس ألا
تيــقظ *** ينفـع قبـل أن تــزل قـدمي
مـضى الزمـان في توان وهوى فاستدركي ما
قـد بقى واغتنمي
* وبعد ذلك الاستعداد للسحور والمحافظة عليه ، قال عليه الصلاة والسلام : "إن
الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين "
وأكثري في ذلك الوقت من الاستغفار
قال تعالى : (( وبالأسحار هم يستغفرون )) . سورة الذاريات ، الآية : 18
* وأما
بالنسبة للعشر الأواخر فينبغي استغلال كل أوقاته بالصلاة والذكر والدعاء، وهذه
عائشة رضي الله عنها تخبرنا بفعل الرسول في العشر فتقول : "كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجد وشد
المئزر".
أدم الصيام مـع القيــام تعبدا *** فكلاهما عمــلان مقبولان
قم في الدجى
واتل الكتاب ولا تنم *** إلا كنـومـة حائـر ولهان
فلـربمـا تـأتي المنيـة
بـغتـة *** فتسـاق من فرش إلى أكفان
يا حبذا عينـان في غسق الـدجى *** من
خشــية الرحمن باكيتان
فالله ينزل كـل آخـر ليـلــة *** لسمائه الدنيا بـلا
كتمـان
فيقـول : هـل من سائل فأجيبه *** فأنا القريب أجيب من ناداني