شـَـِآإًمَـِـلْ عـَـِـنْ إًلـَـِـرجـَـِـيـَـِـمْ ..!
إن المحافظة على الوزن المثالي تَعْني لأريب الاهتمام بالجسم ليبقى بصحة وعافية . . .
ولا شك أن الزيادة في الشيء كالنقصان فيه . . . أو كما يُقال ما زاد عن حدّه انقلب إلى ضده . . .
ومن هنا توضح لنا كل المعطيات الطبية والغذائية أن زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي لها أضرارها التي لا تختلف
عن أضرار نحافة الجسم المخلة فالله تعالى خلق لنا هذا الكون ولكنه خلقه بميزان (والسماء رفعها ووضع الميزان)
[الرحمن -7] والله تعالى حثنا دوماً على التوسط في كل شيء حتى في الطعام والشراب . . .
ألم تقرأ: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" [الأعراف :1،3]
وبما أننا نعيش في زمن اختلت فيه الكثير من الموازين لا سيما ما يتعلق في الغذاء والتغذية وطرق الحياة المعاصرة،
والتي حَدّت من حركتنا وجعلتنا أكثر اعتمادا على وسائل الراحة، في الوقت الذي كثرت السعرات الحرارية المتواجدة
في طعامنا وشرابنا، الأمر الذي أدى إلى ظاهرة السُّمنة في الجسم وبالتالي كثرة الأوبئة المصاحبة لهذه السمنة !!
وطبعا كل بنت تحب يصير لها الجسم المثالي وماتصير متبتبه ولا متينه لدرجه غير معقوله
إذاً : فما هي السمنة وكيف تنشأ وما هي مشاكلها وما هي طرق معالجتها؟ وكيف لنا أن نحافظ على أوزاننا المثالية ؟
هذا ما ساستغفر الله عليه من خلال موضوعنا هذا
(( ما هي السمنة ؟ ))
وهي زيادة في تراكم الشحوم في الجسم لدرجة ترفع وزن الإنسان عن حده الطبيعي ، إلا أن هذا لا يعنى أن كل زيادة في الوزن هي سمُنة :
إذ أن هناك الكثير من المصارعين يتمتعون بأوزان قد لا تبدو مناسبة مع أطوالهم ، ولكننا لا نسمى ذلك سمنة، لأن الوزن الزائد لديهم هو على شكل عضلي وليس دهونا متراكمة.
(( كيف تحصل السمنة؟ ))
علينا أن نعلم أنه إذا كان الطعام المتناول زائداً على مقدار الطاقة اللازمة فإن الجسم يخزن هذه الطاقة الفائضة على شكل دهون وشحوم تحت الجلد وبين الأحشاء وهذه هي السمنة.
إما إذا كان الطعام المتناول أقل من الاحتياج من الطاقة فإن الجسم يستهلك المخزون من الدهون والشحوم لتلبية هذا الاحتياج من الطاقة، وهذا هو إنقاص الوزن والنحافة، ولبقاء وزن الجسم ثابتاً، يجب أن يكون الاستهلاك من الطاقة على قدر الصرف تماماً وهناك عاملان رئيسيان يسببان السمنة بشكل عام وهما:
* العامل الوراثي *نوع الغذاء . . . التفصيل:
1-العامل الوراثي:
إذ إن بعض الناس تعمل أجسامهم بطريقة اقتصادية للغاية من حيث صرف الطاقة، فينجزون نفس الأعمال التي ينجزها الآخرون ولكن باحتياج حراري أقل بكثير، ويعود ذلك إلى بنيتهم الهورمونية والعضلية والخلقية الخاصة التي خلقهم الله عليها، وبعض الناس تسبب الهرمونات والغدد زيادة في الوزن رغم قلة طعامهم.
2-نوعية الغذاء وأثرها على السمنة والنحافة :
فأنواع الشبس المختلفة والبطاطا والأرز المنفوش والذرة المنقوشة، ونشاء القمح المعامل بالتصنيع الشديد ليصبح خالياً من الألياف ومهضوماً لدرجة يقترب تركيبه بشدة من الجلوكوز الحر وأنواع الشرابات على شكل بودرة مجففة مع السكر أو على شكل مشروبات غازية محلاة بالسكر أو عصائر من مركّزات طبيعية مع السكر، أو مسحوق الشكولاته مع السكر أو البوظة والأيس كريم مع السكر، أو أنواع الشوكولاته الأصابع أو الحبوب أو الأكواب أو القطع وكلها بالطبع مع السكر بالإضافة استعمال الخبز المحسن والمعجنات وخبز الهامبورغر والبيتزا والكروسان والبسكويت والكعك وإضافة السكر والزيت المهدرج والحليب المجفف.
فكلما نلاحظ أن نمط الحياة قد تغير ومال إلى الكسل والدعة ونقص النشاط وبالتالي نقص في صرف الطاقة، وزيادة رهيبة بأنواع الطعام المصنوع من السكر المكرر، ومع هذا التغيير لاحظنا زيادة رهيبة في معدل السكري والشحوم وزيادة الوزن.
(( أسباب السمنة وآلية حصولها ))
1-بسبب توفر وسائل الراحة سواء في النقل أو الأعمال اليدوية وغيرها، الأمر الذي يعني قلة الجهد المبذول من الإنسان مقابل السعرات الحرارية المكتسبة الزائدة عن حاجة الإنسان، مما يسبب تراكم السعرات الزائدة وتحويلها إلى دهون مختزلة.
2-التغيُّر في طرق تصنيع الأغذية: فالجديد الذي طرأ في التصنيع هو كثرة توفر الكاتو والشوكولاته والأيس كريم والمربى والبيتزا والهامبرغر، أما الحلويات الشرقية فكلنا لا تأكلها إلا في الأعياد والمناسبات البعيدة فصرنا نأكلها طيلة أيام السنة والحليب والزيت النباتي لتحسين الخبز، نعم إن هذه العمليات قد حسنت طعم الخبز بشكل كبير ولكنها من جهة أخرى كانت هي السبب وراء تحوله إلى عامل رهيب مسبب لزيادة الوزن وارتفاع الشحوم والكولسترول.
(( أضرار السمنة ))
1-آلام نفسية تنتج بسبب اختلال في المظهر العام وبدء الشخص مقارنة نفسه بالآخرين والشعور بالنقص.
2-الشعور بالعجز عن ممارسة الحياة العادية بسبب ارتفاع أوزانهم حيث يعاني بعضهم اللهاث وضيق النفس عند بذل أي جهد من خلال صعود الدرج أو المرتفعات أو حمل الأثقال.
3-أمراض ضغط الدم المرتفع والقلب.
4-السكري الكهلي غير المعتمد على الأنسولين وهو الذي يصيب معظم الذين يعانون من السكري أي حوالي 95% من حالات مرض السكري ويترافق هذا المرض في معظم الحالات بزيادة الوزن والسمنة.
5-ارتفاع الشحوم والكولوسترول.
6-أمراض المفاصل.
(( ما هي الطرق المطروحة لمعالجة السمنة ؟ ))
1-الجراحة : وتستخدم الجراحة إما لتصغير أو لشفط الشحوم المتراكمة موضعياً أو لربط الأسنان لمنع تناول الطعام . . . وهي لا يمكن أن تمثل حلاً حقيقياً لكثير من الناس . . . كما أثبتت التجارب.
2-الأدوية: هناك أنواع كثيرة من الأدوية التي طرحت لعلاج السمنة، كمانع الشهية، أو لمانع للامتصاص، أو المزيد لاحتراق الشحوم وقد ثبت فشلها جميعاً، لأنها لا تمثل إلا حلاً مؤقتاً ، آثارها الجانبية لا تُحصى وهي تفقد مفعولها بعد 4-6 أسابيع من بدء استعمالها بسبب ظاهرة الاعتياد والتحمل Tolerance .
3-العلاج النفسي: ويسمى تعديل السلوك (أي في تناول الطعام) والعلاج عبارة عن نصائح كثيرة تشبه الوعظ، وأحياناً يلقيها البدينون على بعضهم بعضاً دون أن يستطيع أحد تطبيقها، منها : أن تتناول طعامك ببطء شديد وتمضغه جيداً، وتتلذذ بالطعم، ومنها : أن تأكل حصة محددة في صحتك ، وأن تبتعد عن الدهون والحلويات . . . الخ.
ومن المعلوم أن معظم الذين يعانون من البدانة يحفظون ذلك جيداً ويعرفونه ولكن لا يستطيعون تطبيقه.
إلا أن تناول الطعام وفق الشهوة واللذة يمنع مجرد التفكير في هذه النصائح ولكن يتم تذكرها دائماً بعد الشبع وامتلاء البطن، حيث يتصارع شعور الارتواء اللذيذ مع شعور الندم على تجاوز التعليمات دون أي جدوى عملية.
4-الرياضة :
ولم تكن الرياضة لوحدها لتلبي الحاجة والسبب أن اللذين يستخدمون هذا الأسلوب يشعرون بعدها بالجوع فيأكلون بشراهة وهذا خلل، فلا يكفي أن تحرق السعرات الحرارية في التمارين ثم تتبادل المشروبات الحلوة والحلويات حيث نعوض كل ما فقدناه من سعرات حرارية أثناء هذا الجهد.
5-الإبر الصينية :
وهي تساعد على إقلال الشهية ويوصف معها دوماً ريجيم قاس . . . أما نزول الوزن هنا فهو بسبب الريجيم القاسي كما هو واضح وليس بسبب مفعول للإبر الصينية.
6-الحمية الغذائية أو الروجيم :
إن كل طرق علاج السمنة تصب في النهائية في هذا العنوان فالأدوية تهدف إلى إنقاص تناول الطعام أو منع أو تقليل امتصاصه. وجراحة تصغير المعدة أو ربط الأسنان تهدف إلى إنقاص كمية الطعام المتناول .والوعظ النفسي يهدف إلى السيطرة على دافع الطعام للإقلال من كميته. والرياضة تهدف إلى حرق الهون المختزنة، بشرط ألا نعوضها بطعام دسم أي لا بد من ريجيم مرافق.
إذاً في النهاية الحل الوحيد للسمنة هو الريجيم . . . ولقد كثرت أنواع الريجيم حتى أنها زادت عن الثلاثين ولكنها جميعاً فشلت، ونذكر منها:
-الصيام الطبي.
-ريجيمات انقاص السعرات الحرارية، مثل ريجيم (نتري سيستم) للوجبات الجاهزة المحسوبة السعرات مسبقاً.
-ريجيمات النوع الواحد، مثل ريجيم الأرز المغسول، ريجيم الفواكه، ريجيم النوع الواحد في اليوم الواحد.
-ريجيمات فصل البروتين عن النشويات.
-الريجيم النباتي.
-ريجيم التمر والحليب.
هذا وبالرغم من هذا التعدد لأنواع الريجيم، وبالرغم من أن الناس يجربون واحداً تلوا الآخر، فإنهم بالنهاية ينتقلون من فش إلى آخر؟ !
(( كيف أجعل وزني في حدود المستوى الطبيعي؟ ))
إذا لا بد من التعرف على العاملين الإراديين للمحافظة على الوزن بالمستوى الطبيعي، وهما
1-مقدار الطاقة الداخلة إلى الجسم من الغذاء.
2-مقدار الطاقة الخارجة من الجسم والتي يصرفها الجسم من خلال أنواع النشاط الحركي.
فإذا جعلنا كلا الكميتين من الطاقة الداخلة والخارجة متعادلين فإن وزن الجسم سيبقى يحافظ على مستواه الطبيعي.
بمعنى لو أن هناك غذاء يعادل (س) من الكالوري، فإنه ينبغي استهلاك هذا الكم من الكالوري، بتقديم مقدار ما من الجهد ليصرف هذا المقدار من الطاقة وإذا كانت نسبة الطاقة المصروفة أقل من نسبة الطاقة الداخلة للجسم من خلال الغذاء، فإن النتيجة هي تراكم هذه الطاقة داخل الجسم على شكل شحوم زائده، وهو ما نعنيه بالسمنة . وإذا أردت تخفيض جسمي علي تغليب الطاقة المستهلة على الطاقة المكتسبة . . . وهكذا . . .
وحتى أعرف مقدار الطاقة الداخلة فلا بد إذاً من التعرف على جداول توضح أنواع الطعام ومقدار السعرات الكامنة فيها . . . وهذا متوفر في برنامجنا هذا . . . ويمكن الرجوع إليها من خلال الفهرست المرفق.
معادلة التمثيل الغذائي الأساسية :
لا بد لكل شخص أن يطلع هذه المعادلة لما لها من أهمية تثقيفية في برنامج الغذاء الصحي والمحافظة على الوزن الطبيعي وتثبيته . . . فهذه المعادلة تقول:
وزن الشخص × 24 ساعة (يوم كامل) × 1000غم (1كغم) = مقدار الكالوري الحالي الذي يكسبه يحتاجه يومياً ليبقى على نفس وزنه الحالي
فلو افترضنا أن شخصاً وزنه 60 كغم وطوله 150سم فإنه عليه معرفة الكالوري الذي يكسبه كل يوم، وبالتالي عليه أن يبذل جهداً يمكنه من تصريف هذا الكالوري أو انقاصه لأن وزنه الطبيعي في هذا المثال = 50 كغم وهذا يعني أن هناك 10 كغم زيا دة . . . ولذا حسب تلك المعادلة (معادلة التمثيل الغذائي الأساسية) للتعرف على مقدار الكالوري الذي يكسبه كل يوم في الوقت الحاضر فإننا نقول :
60كغم (الوزن الحالي) × 24 عدد ساعات اليوم × 1000غم (1كغم) =
60× 24 × 1000 = [1240] كالوري في الوقت الحاضر ولذا على هذا الشخص أن يدخل إلى جسمه كالوري أقل من [1240] كالوري حتى يبدأ بخفض وزنه ما دام يبذل نفس الجهد كل يوم ، أو عليه أن يزيد من هذا الجهد.
ومن خلال الاستقرار والتقريب يمكننا القول أن كل (كالوري) واحد يعطي ما يقارب 1/2 غم من الزيادة في الوزن للجسم .
وعليه فكل 2.000 (كالوري) مكتسبه سنعطي واحد كغم من الزيادة في الوزن، ومن هنا يمكننا الاستنتاج أن من أراد أن ينقص من وزنه (كيلو غرام واحد) عليه أن ينقص 2.000 كالوري عن المعتاد يومياً وهكذا.
وحتى نكون أكثر قرباً من التعرف على مقدار الطاقة المستهلكة لأسهل الأوضاع الحركية فانظر الجدول المصغر التالي:
السعرات اللازمة في الساعة لكل كغم من وزن الجسم
1-راحة معظم الوقت مثل (الجلوس، قليل من المشي، الوقوف القراءة). (1) كالور ي
2-عمل بسيط جداً (حوالي ساعتين من المشي مع جلوس معظم الوقت). (1.9) = 0
3-عمل خفيف ، كالجلوس والطباعة والوقوف والعلم في المختبر. (1.29) = 0
4-عمل متوسط مثل : وقوف، مشي، أعمال منزلية منزلية وقليل من الجلوس.1.51 = 0
5-عمل شاق ، وقوف ومشي ورياضة خارجية. 2.2 = 0
6-عمل شاق جداً ، كرياضة خارجية وكرة قدم وسباحة وركض. 2.9 = 0
ولكي نتمكن من التعرف على مقدار الطاقة المصروفة عند القيام بالأعمال اليومية، عليك أن تحدد هذه الأعمال وتقارنها بالجدول المذكور أعلاه . . .
مثال : لو أن شخصاً قام بعمل شاق، كالرياضة الخارجية مع وقوف ومشي وهكذا . . . فلقد كنا قد قدرنا الكالوري المصروف (المستهلك) من الجسم بما يعادل (2.2) . . .
ولنفرض أنه استمر في هذا العمل (15) ساعة ووزنه الحالي 70 كغم فإن مجموع الطاقة التي صرفها من هذا العمل تساوي:
70 × 15 × 2.2
=2310 كالوري وهكذا نستطيع أن تقيس باقي النشاطات من خلال الجدول السابقة.
(( مصطلحات هامة))
فلا بد من التعرف على بعض المصطلحات التي تستمر معنا بكثرة، ونعرفها بشكل مختصر .
(( ما هو الريجيم ؟ ))
وهي العملية التي يحتاجها الإنسان لينظم طريقة الأكل والشراب والحركة بحيث يصبح قادراً للوصول إلى الوزن الطبيعي.
(( ما هو الوزن الطبيعي ؟ ))
وهو ذلك الوزن الذي يتناسب فيه مع طول الجسم بغير إفراط ولا تفريط ويمكن حسابه من خلال طرح 100 من مجمل الطول فيبقى الوزن المطلوب،
(( ما هو الكالوري ؟ ))
وهي وحدة قياس يشار بها إلى مقدار السعرات الحرارية أو الطاقة.