وإن وجدت في نفسها قدرة لجأت إلي استثمار صيامها بحفظ القرآن وتلاوته علي أن تخصص قسطا من القرآن تحفظه وتتعاهده كل يوم فإن انقضي رمضان وجدت نفسها قد حفظت من القرآن الكثير وأحيت سنة تلاوته كما كان حال السلف رضوان الله عليهم. إذا لم تكن الأخت المسلمة ممن يلزمها مزاولة إلي الظهر الواجبات والأعمال كالدراسة والعمل ونحوه، فيستحب لها الإكثار من القربات في هذه الأوقات كالذكر والاستغفار وتلاوة القرآن مع الحرص علي صلاة الضحى خصوصا والنوافل عموما، ويستحب لها ذلك حتى وهي في طريقها إلي واجباتها وحتى وقت مزاولتها للطبخ مثلا ونحوه. من الظهر إلي العصر يتفاوت استثمار هذا الوقت بحسب استطاعة النساء.فمن وجدت في نفسها القدرة علي الأعمال فإنها تجعل هذا الوقت فرصة لتعلم القرآن وتلاوته ومدارسته في دور القرآن أو في بيت يجتمع فيها الفاصلات فإن لم تجد فإنها تجلس في حجرتها خاشعة بالذكر والتلاوة وتروح عن نفسها بسماع ما يفيدها من الدروس والأحكام لاسيما ما يتعلق الصيام. من العصر إلي المغرب تقوم الأخت المسلمة في هذا الوقت بواجباتها المنزلية مع حرصها علي المداومة علي الذكر كالاستغفار والتسبيح وغير ذلك. فإن لم يكن عليها واجب تعمله فعليها أن تستثمر هذا الوقت في حفظ القرآن وتلاوة وتعليم أبنائها أحكام الصيام ومدارستها من هو أهل لذلك كما يستحب أيضا الحفاظ علي أذكار المساء من المغرب إلي العشاء يستحب تعجيل الفطور، فقد قال صلى الله عليه وسلم ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)) رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم (( قال الله تعالي: إن أحب عبادي إلي أعجلهم إفطارا)) رواه الترميذي وأحمد . مع مراعاة آدابه وسننه ثم الاستعداد لصلاة العشاء والقيام. أخيه…فهذه إشارات تدلك بإذن الله علي إحسان الصيام والإتيان به علي الوجه الأكمل حتى تكوني إن شاء الله ممن يقطف ثمار الصيام اللذة في الدنيا والآخرة. وصلي الله علي محمد وعلي آله وصحبه أجمعين . دار ابن خزيمة
كاتب المقال: أبو الحسن بن محمد الفقيه
المصدر: صيد الفوائد